Site icon newsiraq.net

إنجازات فضائية إيرانية خلال 26 عاما


استعرض “محرم غياثوند”، رئيس قسم الفضاء في شركة الصناعات الإلكترونية التابعة لوزارة الدفاع (صاايران) ومدير مشروع القمر الصناعي “طلوع 3″، على هامش حفل الإطلاق المتزامن لثلاثة أقمار صناعية إيرانية، الخلفية التاريخية وتطور صناعة الفضاء الإيرانية على مدى 20 عامًا، وشرح التحديات المعقدة التي واجهتها البلاد بعد وضع القمر الصناعي في مداره، وأعلن عن التوجه نحو تطوير الأنظمة كخطوة أخيرة نحو تصنيع الفضاء.

أُقيم حفل إطلاق متزامن لثلاثة أقمار صناعية إيرانية إلى الفضاء في مركز تنمية القدرات الفكرية للأطفال واليافعين، بحضور معالي وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، السيد ستار هاشمي، ومسؤولين من منظمة الفضاء الإيرانية. وخلال الحفل، الذي شهد فيه الحضور إطلاق الأقمار الصناعية عبر تقنية الفيديو كونفرنس باستخدام صاروخ سويوز الروسي، ألقى محرم غياثوند كلمةً.

وفي مستهل كلمته، أشار غياثوند إلى حضور العلماء والطلاب في الحفل، قائلاً: “نجتمع اليوم بمناسبة الإطلاق الثلاثي لأقمار الاستشعار عن بُعد التي أطلقتها وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات ومنظمة الفضاء الإيرانية، ونشهد هذا الحدث بفضل دعم ومثابرة منظمة الفضاء الإيرانية، بقيادة الدكتور سالاريه”.

قبل الخوض في النقاش التقني حول الأقمار الصناعية، أشار رئيس المجموعة الفضائية الإيرانية إلى الخلفية التاريخية لعلوم الفضاء في إيران، قائلاً:

“على الرغم من أن بداية عصر الفضاء في العالم تعود إلى عام 1957، إلا أن الإيرانيين والمسلمين يتمتعون بفهم عميق لهذا المجال، وتحديداً علم الفلك والفضاء”.

وأضاف:

“في كتابه “القانون المسعودي”، الذي جاء ثمرة جمع آلاف السنين من البيانات الفلكية، رفض البيروني فرضية مركزية الأرض ودوران الشمس حولها. وعند عودته من رحلته إلى الهند، حسب نصف قطر الأرض، ولم يختلف الرقم الذي حصل عليه عن الحسابات الدقيقة الحالية إلا بمقدار 37 كيلومتراً فقط”.

وأكد غياثوند، مشدداً على أن للإيرانيين والمسلمين حقاً كبيراً في مجال الفضاء، قائلاً: “على الرغم من أن المكانة التي نحتلها اليوم قيّمة، إلا أننا لم نبلغ بعدُ المكانة الحقيقية التي نستحقها”.

واصل مدير مشروع “طلوع 3” حديثه عن عملية بناء صناعة فضائية حديثة في البلاد، قائلاً:

“تأسست الصناعة الفضائية الإيرانية قبل نحو 26 عامًا، في كل من وزارة الدفاع ووزارة الاتصالات. في ذلك الوقت، بدأت وزارة الاتصالات التعاون مع جهات أجنبية لتطوير الأقمار الصناعية، وأدى هذا البحث التطبيقي إلى إطلاق أول قمر صناعي للجمهورية الإسلامية الإيرانية، وهو القمر “سينا”، عام 2005.

وأضاف:

“بعد ذلك، ومع إطلاق القمر الصناعي “أوميد”، وهو أول قمر صناعي محلي الصنع في البلاد، عام 2008، انضمت إيران إلى نادي الدول العشر الفضائية؛ أي أنها دولة تمتلك دورة كاملة لإطلاق الأقمار الصناعية، منصة الإطلاق، ومنصة التحكم الأرضية.

زاليوم، يوجد ما بين 60 و100 دولة تمتلك أقمارًا صناعية، لكن هذه الدورة مُلخصة في 11 دولة فقط.”

قال: “اليوم، يجب أن نعلم أنه تم بناء وإطلاق أكثر من 35 قمراً صناعياً في بلادنا”.

وفي جزء آخر من كلمته، أشار غياثوند إلى التحديات التقنية التي تلي الإطلاق، موضحاً:

“عندما يتم وضع قمر صناعي بنجاح في مداره، خلافاً للاعتقاد السائد، فإن العمل لا ينتهي، بل يبدأ العمل الرئيسي، ولا ينبغي لأحد أن يعتقد أن العمل قد انتهى. ولكي يصبح القمر الصناعي جاهزاً للعمل، يجب إنجاز عدة مهام مهمة بعد وضعه في المدار”.

وتابع رئيس مجموعة صاايران الفضائية:

“المرحلة الأولى هي التحكم؛ أي يجب أن يكون القمر الصناعي قادراً على إنشاء اتصال مستقر.

المرحلة الثانية هي التقييم، حيث يتم فحص جميع الأنظمة الفرعية ومنصة الفضاء للتأكد من عملها بشكل صحيح.

والمرحلة الثالثة هي ضمان الأداء السليم للبرمجيات والخوارزميات، وفي المرحلة الرابعة ندخل مرحلة الإطلاق”.

وأشار إلى أن هذه العملية تستغرق عادةً ما بين شهر وشهرين للأقمار الصناعية. منذ لحظة بدء مرحلة التشغيل، يجب أن تعمل آلاف الأنظمة والمعدات بكفاءة تامة، وإذا تعطل نظام واحد فقط، بينما تعمل جميعها بنسبة 99.9%، يصبح الأمر بلا جدوى وتفشل المهمة، حتى مع جودة الأبحاث، لأن العمل الصناعي لم يكن مثاليًا.

وصرح غياثوند بأن العمل في الفضاء معقد للغاية، وأن الفرق التقنية تواجه أيامًا وليالي صعبة، وقال:

“خلال هذين الشهرين، يجب تنفيذ كل خطوة من هذه الخطوات بدقة”.

وصرح مدير مشروع “طلوع 3”:

“توجد اليوم منصات متنوعة في العالم، منها منصات الأقمار النانوية، وهي أقمار صناعية مكعبة صغيرة يتراوح وزنها بين 10 و20 كيلوغرامًا، تُستخدم في مجالات البحث. ومنصات الأقمار الصناعية الصغيرة، التي يتراوح وزنها بين 10 و100 كيلوغرام، ومنصات الأقمار الصناعية المصغرة، التي يتراوح وزنها بين 100 و500 كيلوغرام:.

وتابع:

“لقد حققنا نجاحات كبيرة العام الماضي؛ كان القمر الصناعي “شمران 1” من الأقمار الصناعية الصغيرة التي اجتازت المراحل الأربع بنجاح وأتمت مهمتها الفضائية. وقد تم هذا العمل بدعم من منظمة الفضاء الإيرانية، وإخواننا في منظمة الفضاء التابعة لحرس الثورة، والنائب العلمي الذي قدم دعمًا كبيرًا للشركات القائمة على المعرفة.

ويعمل هذا القمر الصناعي الآن منذ 16 شهرًا، ولأول مرة تمكنا من تنفيذ مناورة الالتقاء المداري، أي تقريب جسمين في المدار من بعضهما، وهو إنجاز بالغ الأهمية لم تتمكن من تحقيقه سوى أربع دول.”

وفيما يتعلق بعمليات الإطلاق الحالية، قال غياثوند:

“نقوم حاليًا بإطلاق قمري “ظفر” و”طلوع 3″ على المنصة الثالثة، وهي منصة الأقمار الصناعية الصغيرة”.

وبخصوص منصات الإطلاق، قال:

“بدأنا بصاروخي سفير وقاسم، ووصلنا اليوم إلى صاروخي سيمرغ وقائم 100. ويُعدّ تثبيت صاروخ سيمرغ، الذي تبلغ حمولته 250 كيلوغرامًا في مدار على ارتفاع 500 كيلومتر، وصاروخ قائم 100، الذي يدور في مدار على ارتفاع 100 كيلومتر، أساسًا لتفعيل وتطوير قطاع الفضاء في البلاد”.

وعند سؤاله عن المسار الذي يجب اتباعه، حدد ثلاث خطوات أساسية للمستقبل، مضيفًا:

“المهمة الأولى هي تثبيت منصة التشغيل لضمان وضع الأقمار الصناعية في الفضاء وتثبيتها. أ

ما الخطوة الثانية فهي تنفيذ مهام فضائية متعددة، حتى لو تطلب ذلك دراسة التأثيرات الحرارية، لزيادة الموثوقية”.

اعتبر رئيس مجموعة صاايريان الفضائية أن أهم خطوة هي وضع نظام متكامل، وأوضح قائلاً:

“النقطة الثالثة هي ضرورة وضع نظام متكامل”. قد يستغرق تصوير الخليج الفارسي بالكامل بواسطة قمر صناعي واحد ثلاثة أشهر، ولكن يلزم وجود كوكبة من الأقمار الصناعية قادرة على القيام بذلك كل ثلاثة أيام. وهذا يتطلب جهودًا تشغيلية وصناعية”.

وأعلن:

“بدأنا بالفعل مرحلة بناء الكوكبة لهذا الغرض، ونأمل أن نبدأ العمل عليها بحلول نهاية هذا العام”.

وفيما يتعلق بالقمر الصناعي “طلوع 3″، قال غياثوند:

“هذه الأقمار الصناعية مزودة بتقنية التلسكوب، وتُعتبر أقمارًا صناعية متطورة للتصوير. لدينا أنشطة واسعة النطاق في البلاد لا تتبع لي أو لشركة محددة، بل شاركت فيها ودعمتها قطاعات كبيرة من الشركات المعرفية والحكومية”.

وأكد قائلاً:

“معظم المعدات الموجودة على هذه الأقمار الصناعية محلية الصنع، وأحيانًا تكون هذه هي المرة الأولى التي تُطلق فيها إلى الفضاء، والاستخدام الأول دائمًا ما يكون مصحوبًا بشيء من عدم اليقين.

وفي العالم، عادةً ما تُجرى هذه الاختبارات ذاتيًا أولًا، ثم تُعلن النتائج بعد استلامها، لكننا، بالتنسيق مع الدكتور سالاريه ووزارة الاتصالات، قبلنا هذا التحدي ومخاطر الشفافية قبل بدء التشغيل الكامل”.

وفي ختام كلمته، قال مدير مشروع “طلوع 3” قبل دقائق من الإطلاق:

“الحقيقة أننا نواجه أيامًا صعبة وقلقة. أطلب منكم الدعاء، ليس بصفتي عالمًا أو من النخبة، بل بصفتي جنديا.”



■ مصدر الخبر الأصلي

نشر لأول مرة على: yalebnan.org

تاريخ النشر: 2025-12-29 13:41:00

الكاتب: ahmadsh

تنويه من موقعنا

تم جلب هذا المحتوى بشكل آلي من المصدر:
yalebnan.org
بتاريخ: 2025-12-29 13:41:00.
الآراء والمعلومات الواردة في هذا المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي موقعنا والمسؤولية الكاملة تقع على عاتق المصدر الأصلي.

ملاحظة: قد يتم استخدام الترجمة الآلية في بعض الأحيان لتوفير هذا المحتوى.

Exit mobile version